Admin Admin
عدد المساهمات : 131 تاريخ التسجيل : 17/09/2009 العمر : 54
| موضوع: "فلسفة افيقوا" : استغاثة من لا يبصر بمن لا يستطيع الخميس نوفمبر 26, 2009 9:43 pm | |
| [size=24] "فلسفة افيقوا" : استغاثة من لا يبصر بمن لا يستطيع
"لا يكلف الله نفسا الا وسعها" " و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة" قرن الله سبحانه و تعالى دائما التكليف بالاستطاعة , و ان راجعت اي تكليف شرعي في الاسلام ستجده مقرونا بالاستطاعة , حتى اركان الاسلام مقترنة بالاستطاعة الاستطاعة صريحة في الحج (من استطاع اليه سبيلا) و من شروط الحج الحرية و الركن الاول من اركان الاسلام و هو شهادة التوحيد (و محلها القلب) امر مستطاع لاي مسلم و ركن الصوم مقترن بالاستطاعة و يعفى منه المستطيع الذي قد يجد مشقة بالغة مثل المسافر و الصلاة واجبة في كل الاحوال ,و لكن تختلف صور اقامتها حسب استطاعة المسلم ،فالمريض يقيم الصلاة جالسا او نائما و المسافر يجمع الصلوات و يقصرها و الخائف له صلاة خاصة و المحارب ايضا و الزكاة فرض على من لديه مال زائد عن حجم النفقة السنوية و فوق مقدار النصاب رغم ان مقدار الزكاه (ركن الاسلام) نسبة بسيطة و تدخل في نطاق استطاعة المسلم العادي و ليست تضحية باهظة التكاليف
فاذا كان الاسلام ليس فيه تكليف قط الا لمستطيع فما تفسيرنا لملصقات تملأ شوارعنا و خطابات تصم اذاننا و رسائل ملأت صناديق بريدنا كلها تطالبنا بالافاقة (افيقوا يا مسلمون) و التحرك من اجل نصرة الاقصى او من اجل نصرة المجاهدين في بقاع الارض ؟؟؟؟ اذا كانت هذه الرسائل الخطابية موجودة في الشارع فهي لرجل الشارع ,و ان كانت من خطيب المسجد لعامة المصلين فهي موجهة لاحاد الناس ,و ان كانت مرسلة على عواهنها الى غير معين فهي تشمل الكافة و الاسئلة التي تؤرقني و تشغل بالي كثيرا هل من يوجه خطاب افيقوا و يستصرخ عوام الامة و ينادي فيهم وامعتصماه هل موجه الخطاب هذا في حالة افاقة و يعي ما يقول و من يخاطب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ موجه الخطاب هل يعلم جيدا انه يطلب من غير المستطيع(رجل الشارع) طلب غير محدد (الافاقة و الحركة)؟؟
كانت قلوبنا خضراء رقيقة ايام مذابح البوسنة و الهرسك, و كان يقوم فينا خطيبا يذكرنا باطفالنا المذبوحين و اخواتنا المغتصبات و يثير فينا كل كوامن الغضب و دوافعه و كل غرائز الانسانية فلما توجه اليه احد الشباب طالبا منه ان يدله الى سبيل الجهاد و الخروج قال له لا يوجد سبيل و لا طريق لنصرة هؤلاء المستضعفين ,فصرخ الشاب اذن لماذا تستصرخنا و تثير عواطفنا فرد عليه : لم اقصد مخاطبة امثالك من اهل المروءة و الحماسة و الالتزام انما كنت اخاطب اغلب جمهور المسجد ممن استراحوا و استمرءوا متع الحياه بينما يقتل اخوانهم و تغتصب نساء المسلمين
اذن هدف الخطاب النهائي هو التنكيد على المسلم و ارهاقه و استنفاره كي يكون مهيأ للانضمام الى دعوة "افيقوا" ليمارس نفس الضغط على اخرين , و من ثم تتراكم الهموم و الغضبات حتى تخرج الغضبة الكبرى التي تستنهض المعتصم و تحرر المقدسات , هل المطلوب شحن النفوس لتثور على من كتف ايديها و حبس حريتها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ام هي بمثابة تطبيق للمثل الفلاحي لم يقدر على الحمار فتشطر على البردعة ؟؟؟؟ لان الداعية هنا لم يستطع الضغط على الحاكم فاستسهل استصراخ الجمهور و الضغط عليه اذا كان الهدف الثورة و لو افترضنا اننا سلمنا جدلا بجدوى الحل الثوري (احد اهم دعائم النظرية الماركسية التي تسللت الى عقول بعض الاسلاميين بدون وعي منهم) فلو افترضنا اننا سلمنا جدلا بحتمية الثورة و انها الحل الوحيد للخروج من ازماتنا فهل نحن نسعى بالفعل اليها و نؤصلها في النفوس ؟؟؟؟؟؟؟ ام اننا نلهب النفوس في جانب و نستنومها بل نستميتها في جوانب اخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟
انا الان و من خلال هذه الخاطرة اصرخ في اصحاب رسالة "افيقوا" و اقول لهم :"بل افيقوا انتم من غفلتكم و انظروا الى مظاهر عدم بصيرتكم و ضعف تمييزكم للامور" فانتم تطلبون النجدة من مكتوفي الايدي و تنشطون في جمع التبرعات من مستحقي الزكاه و تطالبون رجل الشارع البسيط محدود الدخل بمقاطعة امريكا التي تدعم اسرائيل و الدانمارك التي سبت احدى صحفها النبي و فرنسا حين رفضت الحجاب و الصين اذ تضطهد المسلمين و الهند اذ تحتل كشمير و العالم اجمع اذ يستضعفنا
افلا ملأتم باعلانات التبرع جدران مارينا !!!!!!!!! و استبدلتم اعلانات المقاطعة باعلانات تعليم الناس كيف ينتجون البدائل !!!!
لن الح عليكم في فعل هذا لانكم قد لا تستطيعون و لا يكلف الله نفسا الا وسعها و لكن اطلب منكم فقط بصفتي انسان يسير في الشارع ان تعطوا الطريق حقه و ان تكفوا عني اذاكم الذي تظنونه جهاد و تحسبون انفسكم تحسنون صنعا و ان تتركوني اسير في الطريق العام بلا مكدرات حتى لا اتناول المخدرات[/
size] | |
|